مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/01/2021 12:56:00 م

                     رحلة الفسلفة وتطوّرها

                           (الجزء الرابع)

رحلة الفسلفة وتطوّرها .. (الجزء الرابع)
رحلة الفسلفة وتطوّرها .. (الجزء الرابع)
                                                     تصميم الصورة : رزان الحموي

المرحلة الرابعة - مرحلة الفلسفة المعاصرة:

تكلّمنا في المقال السابق عن مراحل تطوّور الفلسفة , سنتلّكم في هذا عن آخر مرحلة ..

  • بدأت هذه المرحلة منذ نهاية القرن التاسع عشر ولا زالت مستمرة حتى الآن، وقد تميزت بتركيزها على الانسان وطريقة تفكيره وكيف يجب أن يعيش فظهرت مدارس متعددة كالجدلية التي ظهرت على يدي الفيلسوف الألماني جورج هيجل الذي اعتمد على بناء الفكرة ونقيضها ثم تكوين فكرة مركبة تجمع بينهما ثم البحث عن نقيض تلك الفكرة المركبة وهكذا فاستطاع الجمع بين الكثير من التناقضات والاختلافات التي سبقته في الفلسفات القديمة.
  • بعد هيجل ظهر الفيلسوف الأشهر كارل ماركس الذي نقل جدلية هيجل من عالم الأفكار إلى عالم المادة والواقع وطبقها على مختلف الجوانب الاجتماعية والسياسية والاقتصاديّة ما أدى إلى ظهور الاشتراكية و الشيوعيّة كأنظمة سياسيّة واجتماعيّة واقتصاديّة تبنتها بعض الدول بعد ذلك.

الفسلفة البراغماتيّة :

  • كذلك ظهرت |الفلسفة البراغماتيّة| أو العملية على يدي الفلاسفة الأمريكيين تشارلز ساندرز بيرس ووليم جيمس وجون دوي والتي تهدف إلى تركيز الجهد البشري على ما يخدم مصلحة الانسان العملية فقط، وبالتالي الاهتمام بالعلوم التي تعود بمنفعة على البشرية واهمال بقية |العلوم| ، كما تميزت هذه المرحلة بظهور مذاهب فلسفية تركّز على نظرة الانسان إلى الحياة كالفلسفة الوجودية على يدي الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر والتي تنادي بضرورة أن يجد كل إنسان ذاته ومعنىً لوجوده وحياته بمعزل عن كل القوانين والتقاليد المعروفة، وجاء بمقابل تلك الفلسفة ما يعرف بالفلسفة العدمية في |فلسفة| الألمانيين آرثر شوينهاور وفريدريك نيتشه والتي تقول بعدم وجود معنى أو قيمة للوجود وحياة الانسان وبالتالي لا قيمة لكل الأهداف و المبادئ لأن كل شيء إلى زوال ومصيره هو العدم.

الفلسفة العبثيّة :

  • ثم ظهرت |الفلسفة العبثيّة| في بعض كتابات الفيلسوف الفرنسي ألبرت كامو التي تؤكد على أن الحياة عبثية ولا تهتم بالإنسان وأهدافه فكل شيء في الوجود عبثي ولا معنى له، كذلك ظهرت الفلسفة الوضعية على يدي الفيلسوف وعالم الإجتماع الفرنسي أوغست كونت التي تنفي كل القضايا الدينية و |الميتافيزيقيّة| وتبقي فقط على المعارف المثبتة بالتجربة الحسية، وبمقابلها ظهرت الفلسفة الظاهريّة علي يدي الألماني إدموند هوسرل التي تنتقد إهمال وعي الانسان الخاص وتقوم على الاهتمام بوعي وخبرة وشعور الانسان ودوره في إدراك الكثير من الظواهر الاجتماعية، فهي تحلل الظواهر بالاعتماد على وعي وخبرة الانسان، وأخيراً ظهرت فلسفة |اللغة| على يدي الفيلسوف الأمريكي نعوم تشومسكي الذي جعل لأول مرة اللغة موضوعاً مستقلاً في الفلسفة يهتم بدراسة التفكير البشري اعتماداً على اللغة ورموزها التي يستخدمها العقل كنوع من المحاولات لحل المشاكل الفلسفية و المنطقية على أساس أن اللغة تؤثر كثيراً على نمط تفكير الانسان.

وهكذا نلاحظ بأن الفلسفة قد نمت وتطورت كثيراً مع تطور الوعي البشري وطريقة تفكيره ونظرته إلى الحياة ونرى بأن التقدم مع الزمن يؤدي إلى المزيد من التشعبات والتعقيدات الفكرية والفلسفية وهذا امرٌ طبيعي.

الفلسفة بشكلٍ عام تنقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية هي:

  1. علم الوجود الذي يبحث في قضايا الوجود والميتافيزيقيا والذي سيطر على فلاسفة لعصور القديمة والوسطى.
  2. علم او نظرية المعرفة الذي كان محور اهتمام الفلسفة الحديثة.
  3. علم القيم الذي يهتم بمختلف القيم الإنسانية كالحق والخير والجمال وغيرها ...

نرجو مشاركة المقال إذا وجدتم فيه ما لفت انتباهكم.

 سليمان أبو طافش🔭